ديوان غيلان – الدرس 3
بِها فِرَقُ الآجالِ فَوضى كَأَنَّها
خَناطيلُ أَهمالٌ غُرَيرِيَّةٌ زُهرُ
حَرىً حِينَ يُمسي أَهلُها مِن فِنآئِهِم
صَهيلُ الجِيادِ الأَعَوجيَّاتِ والهَدرُ
لَها بَشَرٌ مِثلُ الحَريرِ وَمَنطِقُ
دَقيقُ الحَواشِي لا هُرآءٌ وَلا نَزرُ
وَعَينانِ قالَ اللَهُ كونا فَكانَتا
فَعولانِ بِالأَلبابِ ما تَفَعلُ الخَمرُ
وَتَبسِمُ لَمحَ البَرقِ عَن مُتَوَضِّحٍ
كَنَورِ الأَقاحِي شافَ أَلوانَها القَطرُ
فَما زِلتُ أَدعو اللَهَ في الدَارِ طامِعا
بِخَفضِ النَوى حَتَّى تَضَمَّنَها الخِدرُ
فَلَمّا اِستَقَلَّت في حُمولٍ كَأَنَّها
حَدائِقُ نَخلٍ القادِسِيَّةِ أَو حَجرُ
رَجَعتُ إِلى نَفسِي وَقَد كَادَ يَرتَقي
بِحَوبائِها مِن بَينِ أَحشائِها الصَدرُ
وَحَيرانَ مُلتَجٍّ كأَنَّ نُجومَهُ
وَرآءَ القَتامِ العاصِبِ الأَعيُنُ الخُزرُ