ديوان غيلان – الدرس 1
ألَايا اِسلَمِي يا دارَ مَيٍّ عَلى البِلَى
وَلازالَ مُنهَلا بِجَرعائِكِ القَطرُ
فَإِن لَم تَكونِي غَيرَ شامٍ بِقَفرَةٍ
تَجُرُّ بِها الأَذْيَالَ صَيفِيَّةٌ كُدرُ
أَقامَت بِها حَتّى ذَوَى العودُ والتوَى
وَساقَ الثُرَيّا في مُلآءَتِهِ الفَجرُ
وَحَتّى اِعَتَرى البُهمَى مِنَ الصَيفِ نافِضٌ
كَما نَفَضَت خَيلٌ نواصِيَها شُقرُ
وَخاضَ القَطا في مَكرَعِ الحَيّ باللِوى
نِطافاً بَقاياهُنَّ مَطروقَةٌ صُفرُ
فَلَمّا مَضَى نَوءُ الزُبانَى وَأَخلَفَت
هَوادٍ مِن الجَوزآءِ وَاِنغَمَسَ الغَفرُ
رَمى أُمَّهاتِ القُردِ لَذعٌ مِنَ السَفا
وَأَحصَدَ مِن قُريانِهِ الزَهَرُ النَضرُ
وَأَجلَى نَعامُ البِينِ وَاِنَقلَبَت بِنا
نَوىً عَن نَوى مَيٍّ وَجاراتِها شَزرُ
وَقَرَّبنَ بِالزُرقِ الجَمائِلَ بَعدَما
تَقَوَّبَ عَن غِربانِ أَوراكِها الخَطرُ
صُهابِيَّةٌ غُلبُ الرِقابِ كَأَنَّما
تُناطُ بِأَلحِيها فَراعلَةٌ غُثرُ