مطهرة القلوب – الدرس 12
هذا ولما كانت الخواطر
منبع الاعمال ومنها الآمر
بالخير ظاهرا ومن تأملا
علم أنه يريد الباطلا
إن كان حاذقا بفرق اللمتين
ومتقنا لوزنها بالكفتين
وكان من مكائد الخناس
ضرب لأخماس إلى أسداس
والحرب خدعة وأعد الاعدا
لك ضريرك تشي لك الدا
وأمر العامل بالتثبت
وزينة الخاطر بالشريعة
وعلم ميز الا صدقا من العدا
لأن جهله. يجر للردى
أبوابه للقلب جمة و باب
الاملاك واحد فخيف الاحتجاب
وبين القوم الفروق رمت
تلخيصها مختصرا فقلت
أربعة خواطر الجنان
ربي ونفسي ملكي شيطاني
يمتاز بالثبات الاولان
والآخران متردادان
وإنما يجيء خاطر العلي
عقب الاجتهاد والتبتل
تصحبه برودة ولا نمط
له ولا وقت وبالشرع ارتبط
كالصبح يزداد اتضاحا لا يفك
لصارف بعكس إلقاء الملك
فربما شيطان أو أوماره
عارضه فكف ما أثاره
والملكي ناصحا مرغبا
في الخير إن أبيت خيرا طلبا
آخر إن تاب الصلاة يطلب
ذكرا فصمتا إن عن الذكر أب
بالذكر يقوى وله بروده
مع انشراح صحبا وروده
وأبدا لا تأمر الملائك
إلا بخير خلقوا لذلك
وقد يجي بشر الرباني
عقوبة عقب ذنب الجاني
وماله من صارف إلا اللجا
منك إلى الذي إليك منه جا
وخاطر الشر إذا لم يقتف
ذنبا فمن شيطان أو نفس يفي
مثل هجس النفس ضوء المحلف
تحسب صبحا فإذا الليل يفي
ومثل الشيطان كالذيب متى
طرد من وجه من آخر أتى
وإن أتاك خاطر بعجل
تأمن أمره من الغوائل
توقن خيرية ما به أمر
وليس في مآله منك نظر
فهو نفساني أو شيطاني
وقد علمت الفرق بين ذان
والنفس والشيطان يقمعان
بالذكر فاذكر يهزم الجمعان
للذكر نور للشياطين مفر
منه كمالإنس من النار تفر
ولكن الذكر دوا وإنما
تفيد الادوية بعد الاحتما
ومن أتاه خاطرا خير فهل
يتبع الآ خر أو يتبع الال
الابن عطاء والجنيد وذهب
بعض إلى تخييره فما أحب
وخاطران نظر العلم سوا
فيه اقف أبعدهما من الهوى
دع مايريبك وما يعتذر
منه ولا تكثر إذا تعتذر
وحب أن تعرف أو أن يعرفا
أحد أن تحب أن لا تعرفا